الذرة في التراث الإسلامي

تُعد الذرة أصغر مكونات الخلق وقد شبهها العلماء بالنظام الشمسي وذلك يعود لتركيبها الداخلي ؛فهي تتكون من (الشحنات الموجبة ويمكن تمثيلها بالشمس) ، (والشحنات السالبة ويمكن تمثيلها بالكواكب) إن الحديث عن الذرة (كأصغر بنية مكونة للخلق) هو منذ قديم الزمان ؛ فقد تحدث به علماء الإسلام وقبلهم فلاسفة اليونان .ومثل فلاسفة اليونان اختلف فلاسفة العرب في ما إن كانت المواد تتجزأ بلا نهاية أم تتجزأ حتى الوصول إلى أصغر وحدة بنائية أساسية.

ومن الذين قالوا بأنها تتجزأ إلى المالانهاية :

– الفارابي: وهو فيلسوف مسلم ولد عام (260 هـ/874 م) بحث و كتب في العديد من المجالات المختلفة منها ما جاء في كتابيه (عيون المسائل) و(كلام في الجزء وما يتجزأ) حيث ناقش فكرة ان الاجسام تتألف من اجزاء في غاية الصغر

– ابن سينا : عالم وطبيب مسلم ولد عام ( 370 هـ /980م) حيث وضع العديد من البراهين والحجج التي تنفي نظرية (الجزء الذي لا يتجزأ) وكانت كالتالي: 1) برهان التّداخل  2) برهان المربّع   3) برهان الصفّ  4) برهان الحركة والتلاقي   5) برهان الوتر

– ابن الهيثم : عالم عربي مسلم في عصر النهضة للاسلام حيث امتدت خبرته الى العديد من المجالات و هو مبتكر المنهج التجريبي في العلوم الذي يعتمد على الاسس التالية : 1) الاعتبار  2) النقد  3) الاستقراء   4)المقارنة

– إبراهيم النظام : عالم مسلم من البصرة ترجح ولادته في الفترة (160هـ / 777 م ) برع كمثله من فلاسفة المسلمين وعلمائهم بالكثير من العلوم المختلفة. له كتاب (الجزء) الذي يعتبر اقدم مرجع يثبت رياضيًا قابلية الذرّة للإنقسام .

– الكندي : عالم مسلم من الكوفة ولد عام ( 185هـ/805م ) ويسمى فيلسوف العرب. ناقش في كتابه (رسالة في بطلان من زعم ان جزءًا لا يتجزأ) كيف ان الذرّة من الممكن ان تنقسم.

أما من قالوا بأنها تتجزأ حتى وصولها إلى أصغر وحدة بنائية واطلقوا عليها اسم (الجوهر الفرد) منهم:

– ابن حزم : يعد من اكبر علماء الاندلس حيث كان من اوائل المؤمنين بكروية الارض و كان ممن قالوا ان الجزء لا يتجزأ و عمل على اثبات ذلك في منطقه و كتاباته .

أبو هذيل العلاف وهشام الفوطي وبعض المتصوفة مثل فريد العطار.

ومن الاشخاص الذين قالوا كلاما يدل على بصيرتهم الصافيه علي بن ابي طالب رضي الله عنه اذ ينسب له القول التالي : “إذا فلقت أي ذرة تجد في قلبها شمساً” وهذا ان دل على شيء فانما يدل على بصيرة و انفتاح في التفكير لديه رضي الله عنه , واذ اننا ومن خلال بحثنا في هذا الموضوع وجدنا هذا الخبر الذي يثبت هذه المقولة

“ولقد جاء في الأنباء ما يسجل لعلي بن أبي طالب قولاً في الذرة أصاب به كبد الحقيقة، وصاغ به النظرية الذرية في صورتها الحديثة التي نعرفها اليوم، ومما يلفت النظر في هذا المقام أن المصدر الذي ننقل عنه قول على بن أبي طالب في الذرة ليس مصدراً إسلامياً. فلقد كتب (جون أونيل) ـ المحرر العلمي لجريدة ” نيويورك هيرالد تربيون ” ـ في كتاب أصدره عن الذرة في الولايات المتحدة الأمريكية، في عام 1945م، وعنوانه (Almighty Atom)، أسماه القصة الحقيقة للهندسة الذرية، وكان مما جاء فيه، مترجماً إلى العربية: (لقد كان العالم الروماني عقيماً في هذا المجال، ولم يصف سوى النذر اليسير لما وصله من حضارة الإغريق. إن أحدى النقط المضيئة في القرون الوسطى، تأتي من العالم الإسلامي حيث نجد ما سطِّره قلم علي (أبي الحسن) ـ صهر محمد ـ الذي كتب يقول : إذا فلقت الذرة ـ أيّ الذرة ـ تجد في قلبها شمساً. إن هذا يدل على أن بصيرته الصافية قد استطاعت أن تلمح حقيقة النظام الشمسي الحديث للذرة “

ومن الاسباب التي حفزت هؤلاء العلماء للتفكير بهذه الطريقة ما ورد في القرآن الكريم ، كقوله تعالى:

“إن الله لايظلم مثقال ذرة” حيث ورد في تفسير البغوي “معالم التنزيل” ان ابن عباس أَدْخَلَ يَدَهُ فِي التُّرَابِ ثُمَّ نَفَخَ فِيهَا، وَقَالَ: كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ ذَرَّةٌ، وَالْمُرَادُ أَنَّهُ لَا يَظْلِمُ لَا قَلِيلًا وَلَا كَثِيرًا . وغيرها من الايات مثل “وما يعزب عن ربك مثقال ذرة” , “فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره” .

ولو ركزنا في الايات الماضية لوجدنا انها تخبرنا بان هذه الذرة لها وزن وان هناك ما هو اصغر منها بقوله “ولا أصغر من ذلك” وهو فعليا ما اكتشفه العلم في وقتنا هذا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top