تداعيات النزاع في أوكرانيا على الأمان النووي والأمن النووي والضمانات-نوى الطاقة1

تداعيات النزاع في أوكرانيا على الأمان النووي والأمن النووي والضمانات

2022/03/09

قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية (الوكالة)، السيد رافائيل ماريانو غروسي، إنَّ أوكرانيا أبلغت الوكالة اليوم بأنَّ محطة تشرنوبل للقوى النووية قد فُصلت من الشبكة الكهربائية وانقطعت عنها إمدادات الكهرباء الخارجية، بعد أسبوعين من فرض القوات الروسية سيطرتها على الموقع الذي شهد وقوع حادث عام 1986.

وأعرب المدير العام عن قلقه البالغ من هذا التطوُّر لأنَّ “الإمدادات الآمنة بالكهرباء من خارج الموقع عن طريق الشبكة الكهربائية” هي إحدى الركائز السبع التي لا غنى عنها للأمان والأمن النوويين، والتي كان قد أوجزها خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذي عُقد يوم 2 آذار/مارس لمناقشة تداعيات الوضع في أوكرانيا على الأمان والأمن والضمانات.

وقال إنَّ الوكالة، رغم ذلك، اتفقت مع الهيئة الرقابية الأوكرانية على أنَّ انقطاع الاتصال بالشبكة الكهربائية في حالة محطة تشرنوبل للقوى النووية لن يكون له تأثير كبير في وظائف الأمان الأساسية في الموقع الذي توجد فيه عدَّة مرافق للتصرُّف في النفايات المشعة. وعلى وجه التحديد، ففيما يتعلق بمرفق خزن الوقود المستهلك في الموقع، يبلغ حجم مياه التبريد في الحوض مستوى كافيًّا للمحافظة على إزالة الحرارة بفعالية من الوقود المستهلك دون الحاجة إلى مصدر للكهرباء. وتوجد في الموقع أيضاً مصادر احتياطية للإمداد بالكهرباء في حالات الطوارئ عن طريق مولدات الديزل والبطاريات.

وأضاف المدير العام أنَّه من المرجَّح، مع ذلك، أنَّ انقطاع الكهرباء سيؤدِّي إلى استمرار تدهور الأمان الإشعاعي التشغيلي في الموقع وسيشكِّل مصدراً إضافيًّا للتوتر للخبراء التقنيين والحراس الموجودين في الموقع البالغ عددهم 210 موظفاً تقريباً، والذين لم يتمكَّنوا من التناوُب مع غيرهم منذ أسبوعين وصاروا في واقع الأمر مقيمين في الموقع على مدار الساعة.

وقال السيد غروسي: “يوماً بعد يوم، نرى الوضع يتفاقم في محطة تشرنوبل للقوى النووية، وخصوصاً فيما يتعلق بالأمان الإشعاعي وبالموظفين الذين يديرون المرفق في ظل ظروف بالغة الصعوبة ومفعمة بالتحديات.  وأكرِّر مجدَّداً ندائي العاجل للقوات التي تملك السيطرة الفعلية على المحطة بأن تحترم إجراءات الوقاية الإشعاعية الداخلية، وتيسِّر تناوُب الموظفين بطريقة مأمونة، وأن تتَّخذ الخطوات الأخرى المهمة اللازمة لضمان الأمان”.

وفي تطوُّر آخر، قال المدير العام إنَّ نقل البيانات عن بُعد إلى الوكالة قد انقطع في الأيام الأخيرة من نظم الضمانات الخاصة بها المركَّبة لرصد المواد النووية في محطة تشرنوبل للقوى النووية وفي محطة أوكرانية أخرى للقوى النووية صارت خاضعة الآن لسيطرة القوات الروسية، وهي محطة زابوريجيا للقوى النووية. وأعرب عن قلقه إزاء الانقطاع المفاجئ لتدفُّقات هذه البيانات إلى مقر الوكالة في فيينا من الموقعين اللذين توجد فيهما كميات كبيرة من المواد النووية في شكل وقود نووي مستهلك أو طازج وأنواع أخرى من المواد النووية.

ولم يتضح على الفور سبب انقطاع بث بيانات الضمانات. ولا تزال الوكالة تتلقى هذه البيانات من المرافق النووية الأخرى في أوكرانيا، بما في ذلك محطات القوى النووية الثلاث الأخرى.

وقال المدير العام: “إنَّ نقل البيانات عن بُعد من معدات الضمانات الخاصة بالوكالة والموجودة في المواقع النووية حول العالم هو مكوِّن رئيسي من تنفيذ ضمانات الوكالة، في أوكرانيا وفي جميع أنحاء العالم. وهذه النظم مركَّبة في عدَّة مرافق في أوكرانيا، بما في ذلك جميع محطات القوى النووية، وهي تمكِّننا من رصد المواد والأنشطة النووية في هذه المواقع في الأوقات التي لا يكون مفتشونا موجودون فيها”.

وأضاف أنَّه رغم أنَّ نظم الرصد تحتوي على سمات تقنية تضمن تخزين البيانات داخليًّا، إلا أنَّه لا يزال من غير الممكن التأكُّد من السعة التخزينية لهذه النظم ولا من حالتها التشغيلية.

وتستعين الوكالة بتدابير الضمانات التقنية للتحقُّق من أنَّ البلدان تحترم التزاماتها القانونية الدولية باستخدام المواد والتكنولوجيا النووية في الأغراض السلمية فقط.

وفيما يتعلق بحالة محطات القوى النووية العاملة في أوكرانيا، قالت الهيئة الرقابية إنَّ ثمانية من مفاعلات البلد البالغ عددها 15 مفاعلاً لا تزال قيد التشغيل، بما في ذلك مفاعلين اثنين في محطة زابوريجيا للقوى النووية. وأضافت أنَّ مستويات الإشعاع في المواقع طبيعية.

وتصل إلى موقع محطة زابوريجيا للقوى النووية أربعة من خطوط نقل الكهرباء العالية الجهد (750 كيلوفلط) فضلاً عن خطٍ واحد إضافي في وضعية تأهُّب قيد الاحتياط. وأبلغت الجهة المشغلة الوكالة بتضرُّر اثنين من هذه الخطوط، ومن ثمَّ فالمتاح في المحطة الآن خطَّان لنقل الكهرباء بالإضافة إلى الخط الاحتياطي. وقالت الجهة المشغلة أيضاً إنَّ احتياجات محطة القوى النووية إلى الكهرباء من خارج الموقع يمكن توفيرها ما دام أحد خطوط نقل الكهرباء متاحاً. وبالإضافة إلى ذلك، فمولدات الديزل جاهزة وصالحة للعمل لتوفير الكهرباء احتياطيًّا. وقال المدير العام غروسي: “رغم ذلك، يُعدُّ هذا مثالاً آخر لحالة عُرِّضت فيها للخطر ركيزة الأمان المتعلقة بضمان توفير الإمدادات بالكهرباء من خارج الموقع عن طريق الشبكة الكهربائية لجميع المواقع النووية”.

وبالإضافة إلى ذلك، أفادت الهيئة الرقابية بفصل محوِّل الوحدة 6 من الخدمة ليخضع لعملية إصلاح طارئة بعد الكشف عن تضرُّر نظام التبريد الخاص به عقب أحداث 4 آذار/مارس.

وقد فاقمت هذه التطوُّرات الأخيرة من شواغل الوكالة المتزايدة بشأن تأثير النزاع في أوكرانيا على الأمان والأمن والضمانات في المرافق النووية في البلد، بما في ذلك محطات القوى النووية الأربع الموجودة لديه فضلاً عن موقع تشرنوبل.

وقال المدير العام غروسي إنَّه سيسافر إلى أنطاليا غداً، في إطار مبادرته الجديدة بشأن أوكرانيا، بناءً على دعوة من وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو. وقال السيد غروسي: “آمل أن تسفر الاجتماعات التي سنعقدها هناك عن إحراز تقدُّم في المسألة الملحة المتعلقة بضمان أمان وأمن المرافق النووية أوكرانيا. وعلينا الآن أن نقوم بما يلزم”.

لمتابعة التحديثات السابقة من هنا.

المصدر: iaea.org

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *